أبحر كما شئت أيها الضلالي في بحور التيه والهلاك فإن ذلك لا يزلزل أعمدة السماء .. ولو تكاتف الأولون والآخرون والإنس والجن في محاربة هذا الدين العظيم فلن يبلغوا في حربهم مصاف الند لله .. حتى ولو كان بعضهم لبعض ظهيراَ وسنداَ َ .. ولو أجتمع الأولون والآخرون والإنس والجن على أفجر قلب رجل واحد فإن ذلك لا ينقص من ملك الله شيئاَ .. ولا يضعف من قوة وجبروت الله سبحانه وتعالى .. وتلك الحرب الضروسة قائمة ضد العقيدة الإسلامية تقودها الأعداء والأعوان .. فهي بإذن الله خاسرة على من يخوضها في نهاية المطاف .. لتكون وبالاَ ونكالاَ على تلك الفئة التي أمعنت في حربها بالسر والجهر دون خوف ووجل من غضب وسخط الله .. فئة تظلم نفسها حين تتمادى في اجتهادها لإبعاد الإسلام عن سواحل الحق والصراط المستقيم .. تحاول السيطرة على مقاليد مركب الإسلام الميمونة والميل بها عن جادة الحق والصواب .. تريد ذلك الإسلام الصوري الذي يتخاذل ويتراجع بالقدر الذي يواكب الأهواء والمنافع .. تلك الفئات التي تريد أن يصبح الإسلام مجرد صورة جوفاء تحمل الاسم فقط دون جوهر العقيدة .. دين لا يحمل تبعات التوحيد ولا يلتزم بقواعد العبادة وأحكام السماء .. أعداء وأعوان تكالبوا يريدون ويبتغون إسلاماَ صورياَ يجاري مفاسد الحضارات السائدة اليوم في العالم .. يريدون ذلك الإسلام السطحي الذي يجامل ويهادن ويؤازر في شتى أنواع المظاهر والموبقات .. يسعون جاهدين لإطفاء نور الحق .. ولكن في النهاية فإن الذي يسعى في إطفاء نور الحق فإنما هو جدل مسقوط ومدحور .. يفقد المعركة ويكسب الإثم في نهاية المطاف .. ذلك الجدل المحاط بغضب وسخط الله .. والعلة في فئات تمتطي صهوة المكانة ثم تراوغ وهي تبتغي عرض هذه الدنيا الفانية الزائلة .. تجاري مخططاَ عالمياَ لإضعاف هذه العقيدة وأهلها .. ولكن بفضل الله تعالى فإن الأمة الإسلامية لا تجاري ولا تهادن تلك المخططات والمؤامرات .. وهي لم ولن ترتد قيد أنملة عن عقيدتها وعن ذلك النهج القويم الذي جاء به سيد البشر أحمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .. ولن تتحول وتتبدل مهما تعاظمت المؤامرات ومهما تكالب الأعداء والأعوان .. فتلك بيعة تتوالى منذ بيعة الشجرة .. تلك البيعة التي كانت تعلوها يد الله .. ولن تنكس الأمة الصالحة عن تلك البيعة المباركة حتى قيام الساعة بإذن الله .. فالأمة صامدة بالرغم من مظاهر التخاذل التي تفشت فيها بكيد المؤامرات والمخططات .. وفينا هؤلاء الذين تخاذلوا وتراجعوا ليمثلوا الجانب الأسود في مسار الأمة .. هؤلاء الذين أعرضوا ونأوا حين ضحكت لهم الدنيا قليلاَ .. وأبهرتهم المكانة والجاه .. كما أبهرتهم مباهج الحياة الزائفة .. يرتجون ذلك الزيف من نعيم الدنيا الفانية .. وأغرتهم كثيراَ تلك المكانة الدنيوية التي هم عليها .. والتي يحتلونها في غفلة من أعين الحرص في الأمة .. كما أغرتهم الموالاة الدائمة من أمة تخشى الفتنة الكبرى .. وقد مالوا ميلة فاضحة حين تعمدوا وابتعدوا بشعارات الإسلام نحو الهاوية .. يرجون بذلك عرضاَ من هذه الدنيا الزائفة والتي لا تسوى عند الله جناح بعوضة .. ودون حياء أو خجل يبشرون الأمة بإسلام معدل بكل المقاييس .. يبشرون بذلك الإسلام الصوري الذي لا يحد الحدود ولا يلتقي مع المعبود .. إسلام يجاري أهواء أهل الكتاب والملحدين .. إسلام صوري مجرد ديباجة زائفة لإسكات الجمع المؤمن بالله حقاَ .. وفي نفس الوقت هو إسلام معدل مبدل مفصل لإرضاء أعداء الدين والعقيدة .. فهؤلاء قد تنازلوا دون حياء وعزة عن حقوق الله ليسجدوا للأعداء .. ولو كانوا يعقلون أو يدركون لاجتهدوا في إرضاء الله سبحانه وتعالى .. ولما اجتهدوا في إرضاء أعداء الإسلام والأمة .. ولكن هي الأقدار تلك التي أرادت أن تمكنهم من المكانة ثم تفضح نواياهم وسرائرهم على رؤوس الأشهاد .. حتى يرى الكبير والصغير تلك الوقفة المخزية المشينة التي يندي لها الجبين .. حين وقفوا مجاهرين دون حياء يطاردون المسلمين الأوفياء في مشارق الأرض ومغاربها .. ثم يؤازرون الكفرة الفجرة الملحدين .. ولكن مهما تكالبت المصائب على الأمة فإن الأمة ما زالت بخير .. وما زالت على النهج القويم المستقيم .. وسوف تكون كذلك بإذن الله حتى قيام الساعة .
الإثنين أكتوبر 06, 2014 1:47 pm